هل تهدد الصين النظام الدولي الذي تقوده أمريكا؟

الاتجاه المعاكس – #الصين والولايات المتحدة.. هل بدأت #بيجين في اقتحام المجالات الحيوية لواشنطن خصوصا في الشرق الأوسط؟ #الجزيرة_فيديو

           

https://www.facebook.com/...161576352154893

فقامت الصين بالإعلان عن خطة لبدء المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. وفي نفس الوقت نشرت وثيقتان على موقع وزارة خارجيتها شرحت فيهما رؤيتها للسياسة الخارجية الأمريكية وعددت بالتفصيل كل مساوئها. وفي الوثيقة الثانية شرحت كيف على الدول التعامل في سياساتها الخارجية من منظور الصين وأنها لابد أن تعتمد على التعاون والمصالح وعدم التدخل في الشئون الداخلية لأي بلد وعلى التفاوض في فض الخلافات وعدم محاولة فرض أفكار وتقاليد أي بلد على الآخرين.

وهنا بدأ الأنزعاج الأمريكي الحقيقي وبدأت التهديدات الصريحة من عضو المكتب السياسي الحاكم وانج يي في مؤتمر الأمن في ميونخ بعدم تقديم مساعدات عسكرية لروسيا وإلا فسوف تعاقبها أمريكا أشد العقاب. وطبعاً هذا الأسلوب غير مقبول من أي دولة ذات سيادة ورفضه يي على الفور. ثم بدأت المشاحنات الكلامية وتراشق التهديدات بين البلدين النوويين الكبيرين.

فنجد وزير الخارجية الصيني تشين جانج يحذر واشنطن من تغيير موقفها “المشوه” تجاه بكين أو المخاطرة بالصراع بين الخصمين الجيوسياسيين.
“إذا لم تضغط الولايات المتحدة على الفرامل ، وتستمر في الإسراع في المسار الخطأ ، فلا يمكن لأي قدر من الحواجز أن يمنع الانحراف عن المسار الذي سيصبح صراعًا ومواجهة ، ومن سيتحمل العواقب الوخيمة؟” سأل تشين.
واتهم الولايات المتحدة بتبني استراتيجية القمع والاحتواء بدلاً من المنافسة القائمة على قواعد عادلة ، بينما زعم أيضًا أن “اليد الخفية” تدفع الصراع إلى “خدمة أجندات جيوسياسية معينة” دون تحديد إلى من يشير.

وبالرغم من أن أمريكا تصمم أنها لا تسعى للصراع إلا أن رئيس مجلس النواب الجديد كيفن مكارثي كان قد أعلن عزمه زيارة تايوان في الصيف القادم وهذا إستفزاز واضح للصين. ولكن بعد ذلك أُعلِن أن رئيسة تايوان ستمر بكاليفورنيا ويمكن مقابلة مكارثي هناك.

مع قرب هزيمة أوكرانيا أمام روسيا وعدم قدرة الغرب تزويدها بالسلاح والذخيرة الكافية يبدو أن أمريكا الآن قررت أن تحول إنتباهها إلى الصين في محاولة لإنهاء تركيز إنتباه العالم على أوكرانيا حيث أدت مساعي الغرب إلى تدمير هذا البلد بالكامل وحيث ظهر الغرب بالضعف أمام روسيا. وبالرغم من ذلك فأوكرانيا على وشك الدخول في معركتها الأخيرة في باخموت. فبدلاً من الإنسحاب وإعادة ترتيب قواتها لمواجهة روسيا في خط دفاعي آخر ، حشدت أوكرانيا كل قواتها لمحاوله القيام بهجمة مرتدة على مدينة باخموت الإستراتيجية ومحاولة إستعادتها من الروس. والخوف أن يكون هذا هو الشرك الذي نصبته روسيا لها للإجهاز على ما تبقى من الجيش الأوكراني. ونحن الآن في إنتظار هذه المعركة التي ستكون فاصلة بالنسبة لأوكرانيا ، خصوصاً أنها أدركت أنه لن يصلها تعزيز الطائرات المقاتلة التي طلبتها وأن عدد الدبابات التي ارسلت لها عدد هزلي ولن يجدي لأن أوكرانيا دخلت في مرحلة الأمطار وكل المركبات تغوص في الطين الذي يمتد لحوالي عمق متر أو مترين. وهذا الطين عائق لكل من الطرفين المحاربين ، ولكنه يعوق الأوكرانيين أكثر لأنه عليهم التحرك نحو العدو للهجوم.

ونجد أن الصين ترتب البيت من الداخل فقد أعلن عن تعيين وزير دفاع جديد وهو معروف جيداً لدي الغرب لأن الغرب قد وضعه تحت العقوبات لانه كان المحرك الاساسي وراء عدة صفقات سلاح أشترتها الصين من روسيا بعد ان كانت روسيا تحت العقوبات. وقبل أن يعين في منصب وزير الدفاع كان هو المسؤول عن كل الاسلحة الحديثة التي يحتاجها الجيش.

كل هذه التطورات هي أمثلة على اسباب إنهيار الإمبراطورية الأمريكية وتأثير ذلك على التابعين لها ، وتحول العالم إلى عالم متعدد الأقطاب ، ومثال واضح لأسباب أنحسار النفوذ الغربي كنتيجة لتعاملها الواضح بفكر المستعمر والكيل بمكيالين ، وأيضاً تهاوي الأخلاق التي تقنن السرقة ووصلت بها للتهور في الصرف وطبع العملة بدون سند حقيقي والعيش على الإقتراض. وبالرغم من ذلك تسعى أمريكا الآن إلى تحويل الأنظار إلى الصين ومحاولة إدخال الصين في حرب إستنزاف عبر تايوان. ولكن الصين وعت لأسلوب أمريكا وهي الآن تلاعبها بنفس أدواتها ولكن بأسلوبها الخاص. ونرى ذلك في مقال الغد عن السعودية وإيران.

كتبته ️
دكتورة /عايده عوض




+