1ºأتدري ما المرعب في موضوع غزة؟
أنّ كلَّ تلك المجازر لم تُحرّك في داخلك شيئًا،
وأنك تستمرّ في حياتك بشكلٍ طبيعي؛ نائياً بنفسك عن مسؤولية نصرة إخوانك.
أن تنظر إلى القضية على أنّها أمرٌ يخصّهم وحدهم،
وأن تنسى، أو لعلّك تتناسى، أنّها دينٌ وعقيدةٌ قبل أن تكون عروبةً وإنسانيةً.
أن يمرّ عليك هذا الخطب الجلل، فيُجاهد الناس بأموالهم وأنفسهم، وبحساباتهم وأصواتهم وحناجرهم، وبكل ما استطاعوا إلى النصرة من سبيل،
وأنت… أنت مكانك “راوح”، كما يقولون.
المخيف… أن الله لم يستخدمك بعد.
قُم يا عبدَ الله،
ارحمْ نفسَك، واستعدّ للجواب،
فواللهِ الذي رفع السماء بلا عمد، سنقف أمام ربّ الكون ونُسأل.
تحدّث، انشر، تبرّع، أعدّ ما استطعت.
لا تعتدِ المشهد ، ولا تنسَ.
2º️ المقاطعة... تطهيرٌ للنفس قبل أن تكون نصرةً لغزة
المقاطعة ليست مجرد موقف سياسي عابر، بل هي عبادة خفية، جهادٌ يومي، وميثاقٌ بينك وبين الله. حين تختار أن تمتنع عن منتجٍ يساهم في قتل الأبرياء، فأنت ترتقي بنفسك، وتكتب موقفًا أخلاقيًا سيشهد لك يوم القيامة.
مشهد لا يُنسى
تخيل—لا قدر الله—أن ترى بيتك يُهدم وأطفالك تحت الركام، أشلاء تئن في صمت. ثم تعلم أن من نفّذ هذا الإجرام، تلقى تهنئة بزجاجة "كوكا كولا"، أو وجبة "KFC"... هل ستعود لتناولها؟
نحن نُسارع بشراء ما يُفرح المجرم، ونتغافل عن حقيقة أن أطفالنا ليسوا أغلى على الله من أطفال غزة. فإما أن نكون شركاء في الرحمة، أو شركاء في الغفلة.
المقاطعة جهاد وليست مجرد رأي
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
> "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم"
رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم.
(جاهدوا): فعل أمر، يعني ابذلوا كل الطاقة والجهد، حتى يكون الإنفاق والقول والفعل في سبيل إعلاء كلمة الله.
وقدَّم المال قبل النفس، لأن المال يُصرف يوميًا، ويكشف اختياراتك الحقيقية. عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جاع رُعاته، صام مثلهم، رغم أن صيامه لن يُطعمهم، لكنه آثر أن يشعر معهم، أن يكون معهم… فهل نحن معهم؟
️ هل تُحاسب؟ تعرف على الفرق بين المجبور وغير المجبور:
- إن كنت مجبرًا:
- كمن يعيش في أمريكا ويدفع الضرائب التي لا خيار له فيها.
- أو من يحتاج دواءً ليس له بديل، أو يعتمد على "فيسبوك" للتواصل الضروري مع أهله أو عمله.
- فالله يعلم صدقك ويرى نيتك، ولا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها.
- لكن إن كنت غير مجبر:
- فلا شيء يجبرك على "بيبسي"، "PUMA"، "KFC"، أو غيرها من المنتجات الداعمة للقتلة.
- لديك البدائل، وكل بديل هو شهادة أنك لا تبيع روحك بلقمة، ولا تشتري العار بعُملة.
الصبر قوة... والنية طريق
تذكر: اليهود صبروا عقودًا طويلة لبناء دولتهم، رغم المهانة والضيق.
وأنت، ألا تستطيع الصبر على المقاطعة أيامًا؟
ألا تستطيع أن تقول: "لا، سأختار ما يرضي الله"؟
حين ترى طفلًا غزّاويًا جائعًا، تذكر أن لديك ما يُطعم أطفالك، وله بدائل.
وتذكر أن الرحمة تُقاس بالنية، لا بالكم، وأن الله يعلم ما في القلوب.
> "اللهم إني أبرأ إليك من كل درهم أنفقته في ظلم عبدٍ من عبادك، وأسألك أن لا تجعلني من الذين ساهموا في قتل طفلٍ، أو دعم ظالمٍ، ولو بشربةٍ أو لقمة. اللهم اجعل إنفاقي شهادةً لي لا علي، وأرزقني قوة الاستغناء عن كل ما يغضبك، وأبدلني بحلالك عن حرامك، وبعدلك عن جورهم، وبكرمك عن أموالهم. واجعلني ممن جاهدوا بأموالهم وإن قَلّت، ونصرتهم كانت بالإيمان والنية. آمين."